دعوى تحريف الكتب السماوية باطلة .وتحريف كل الأديان حقيقة في التفاسير.
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ
وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ
كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ.13.الحجر.
وما ينكر آيات الله إلا المجرمون وما يحكم على الغيب إلا الجاهلون .
ولما أنكر العرب التوراة والإنجيل دون أن يدرسوهما رغم أمر الله تبارك وتعالى بالإيمان بها وتصديقها فدين من يتبعون؟ ألم يأمر الله تبارك وتعالى أن يحكم اليهود بالتوراة والمسيحيين بالإنجيل ؟ أهم أعلم من الله أم أن الدين لهم دون الله .أم لهم كتاب غير القرآن يدرسونه وفيه ما بتخيرون ؟ أم لا يشعرون أنهم تعدوا حدود ما أنزل الله العظيم وأمروا بتعديها ؟
لا أعلم أي عقل يشيع في المؤمنين تكذيب أمرا حكم الله العظيم به ولا مفر منه .قال الله العزيز الأعز. { قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون.} ما عذر هؤلاء في هذا أم إن العرب ضلوا عن العربية أم جبلوا على ذلك لأنهم وجدوا أمتهم على شيء وإنهم على أعقابهم
مقتدون ؟ أو حتى إلى جهنم وغضب الله ومعصيته لتقليد القبيلة أو
الملة ؟
تعهد الله العظيم أن يحفظ دينه مهما كذب عليه الكاذبون تبقى حجة الله داحرة لكل باطل مسها .فقد كنت قبل دراستي للديانات الأخرى أسمع من الجميع أن كل الكتب محرفة ولما كانت حجة حجج الله علينا ثابتة فينا وهي محل يقين في قلبي القرآن العزيز لم يدخل لقلبي هذا الراي بما قرأت في كتاب الله من ثناء الله العظيم على التوراة وأمره بأن يحكم اليهود والنصارى بكتبهم حتى تيقنت بعد دراستي أن كل الديانات بدون استثناء حرفت في التفاسير بحيث لا توجد أمة على الحق الكامل الذي أنزله الله إليها. قال الله العلي الأعز.
{
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ69.المائدة.
ومن هذه الآيات يتبين لنا أن العرب المسلمون حين أنزلت هذه الآيات عارضوها وبالتالي عارضوا رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام حتى خاف على الدين بل حتى أنه خاف أن يقتلوه ولذلك قال له الله..
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.
ويظهر أن هذا ما بني عليه هذا الدين من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض اتباعا للهوى وتزكية العرق على الناس كما فعلت كل أمة خلت قبلنا .قال الله العلي الأعز.
وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ
حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ.85.النمل.
قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا ؟ وهذا يبين أمرهم أنهم كذبوا بما لم يحيطوا به علما أي دون دراسة.
وأكبر ما ينكر في الديانة المسيحية هو التثليث وقد أظهر الله تبارك وتعالى هذا الكذب والإفتراء على الدين في دراسة لا يستطيع تكذيبها عقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تخرج الرسالة عن الذين أوكلهم الله العظيم بها يقع تخريبها
وتزويرها .كالحكم إذا خرج عن أمر الله أصبح طاغوتيا لا يقف عند
الحق.ولما تناول الرسالات السماوية غير أهلها افتكاكا وتعديا عن الذي أمر الله الذي أخص به قوما اختارهم على علم منه فأخصهم بالفهم والحكمة وذلك بهديهم إلى الحقيقة فضلا منه تبارك وتعالى اختلف أتباع كل رسالة وباتوا أمما متفرقة يكفر بعضهم بعضا ،بل ويفتك بعضهم ببعض.لو أن كل أمة التزمت بعد التدخل في أمر الله الذي أخص به أهله ما وصلت رسالات الله إلى ما وصلت إليه من تحريف والذي شمل اليوم كل الديانات السماوية.
جاء في . رسالة يوحنا الرسول الأولى 2
18 أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ.
19 مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا.
20 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ.
21 لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ.
22 مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالابْنَ.
23 كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا.
24 أَمَّا أَنْتُمْ فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ فَلْيَثْبُتْ إِذًا فِيكُمْ. إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَثْبُتُونَ فِي الابْنِ وَفِي الآبِ.
25 وَهذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
26 كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هذَا عَنِ الَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ.
27 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ.
28 وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ.
29 إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يبدأ القول بمخاطبة الأولاد يعني هذا أنهم أبناء الأب.
وقوله . مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ.
والكذاب فعلا من أنكر أن يسوع هو المسيح ابن مريم عليه وأمه الصلاة والسلام.وبالتالي ينكر الأب والابن.
وأما قوله .
كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا.
وهذا أيضا صحيح بلا ريب.
فمن يا ترى هذا الابن والأب؟
بدأ بمخاطبة الأبناء .والأبناء هم أبناء الأب .وهم تلاميذ المسيح عليه وأمه الصلاة والسلام.الذين تقبلوا عنه وتتلمذوا بشريعته ومسحهم مبشرين بدعوته فكانوا أوصياءه وبالتالي مفوضين منه بمسحة القدوس التي بارك بها عيسى عليه الصلاة والسلام والتي كان يحيي بها الموتى ويبرئ بها الأكمه والأبرص.فكانوا يفعلون بتلك المسحة شيء مما يعمل.
وبالتالي هو الأب وهم الأبناء .
ولذلك جاء قوله. إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ. لأنه هو الداعي إلى البر والرحمة عليه وأمه الصلاة والسلام.
وبتلك المسحة حصلت الأبوة فهو الأب المربي كشيخ الطريقة عند المسلمين أو كتلميذ الإمام والمعلم ينسب إليه تربية.وقد بين ذلك في قوله.
كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هذَا عَنِ الَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ.
27 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ.
نحن نعلم أن المسحة كانت من الله تبارك وتعالى للمسيح عليه وأمه الصلاة والسلام عن طريق الروح الأمين جبرائيل عليه الصلاة والسلام فلقب بها أنه المسيح .وفي قوله أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ.
لم يكن التلاميذ قد أخذوا المسحة من الله خالق الكون بل من الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام.فكانوا أبناء عيسى وليس أبناء الله تعالى بتلك البركات ..
وبما أن عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام ليس له ذرية كباقي المرسلين يخلفونه في التبليغ والعمل بالرسالة أوصى بإتباع التلاميذ بعده وفي حياته لنشر الرسالة وبين أنه بريء من كل من لا يعترف بهم.
ُكلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا
كل من ينكر التلاميذ ليس له الأب عيسى عليه الصلاة والسلام .ومن يعترف بالتلاميذ الأبناء فله الأب عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام.مثل إبراهيم وآله ومحمد وآله عليهم الصلاة والسلام..
ولذلك قال .
مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا.
كما يؤكد أنهم على درجة من العلم بالهدى الذي اكتسبوه بتلك المسحة الربانية فيقول.
لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى لكل العالم السلام والأمان ونسأل الله العظيم أن يوحد البشرية برسالاته التي آمنا بها.
محمد علام الدين العسكري.القصرين.تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق