زواج المسلمة من الكتابي حلال يا مسلمون
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين رسل رب العالمين الذي أدوا الرسالة ونصحوا في الدين وعلى آلهم الوارثين.
تتحكم العصبية في البشر إلى حد الافتراء على الله وتحريف الدين والسطو على أحكام الله الظاهرة في كتابه وهذا جرى على كل أمة أرسل إليها ومنهم المسلمون.وكل أمة أرادت أن تكون هي الأكبر وتنافسوا في العدد ولم يتنافسوا في الإخلاص والتقرب إلى ربهم وأداء الأمانة التي أوكلها الله لهم.قال الله العلي الأعلى.
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.92.
وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُون.93.َ
وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ السُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.94.
وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.95.
مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.96.
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.97.النحل.
أولا نلاحظ هنا أن كلمة (إيمانكم)بدلت بأيمانكم لتكون قسما ولا إيمانا رغم أن القسم هنا لا يكون سببا لقبول مسلم عند يهودي ولا قبول مسيحي عند مسلم ولا بين مسلم ومسلم كي يكون دخلا.بل الإيمان من يكون دخلا بين كل فئة لتكون أكثر عددا.بحيث لا يقبل المسلم اليهودي وكذلك البقية من أهل الإيمان.
ونقض الشيء هو هدمه بعد بنائه وكماله .وضرب المثل هنا للدلالة على ذلك.وينقض الدين بالخروج عليه والحكم بما لم ينزل الله أي بغير حكمه وإتباع الهوى لأغراض في نفوس البشر ولو على حساب الدين.
وقد ذهب المفسرون على أن هذا يخص المسلمين وما كان المسلمون إلا أمة واحدة حسب ما أنزل الله وأمر.وتناسوا الآية التي تقول ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة وهذا يؤكد أن المقصود هنا هم المسلمون وأهل الكتاب.قال الله العلي العظيم.
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.213.البقرة.
وقولهم إنما يبلوكم الله به هو الإيمان أي الدين وكان الدين فتنة للذين آمنوا لينظر الله من يحفظ أمانته .
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ.17.
قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا.18.
فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا.19.
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا.20.الفرقان.
.وما كان الرسل مسئولون عن تلك التفرقة بين المؤمنين والخروج عن الدين بصفة عامة فقد بلغوا الأمانة كما هي لكن أتباعهم اختلفوا في الحق لما جاءهم.
وقد اعتبر المسلمون أهل الكتاب كفارا بالرغم أن الله أمرهم أن يؤمنوا بما أنزل الله من كتاب وأمرهم أن الله هو الجامع بينهم .قال الله العلي الأعلى.
شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ.13.
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ.14.
فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ.15.الشورى.
فشريعة الإسلام هي نفسها الشريعة عند أهل الكتاب لكن مع تخفيف يظهر الإسلام على غيره من الديانات وهي ميزة تألفها القلوب المؤمنة.
فغاية الدين الحكم بما أنزل الله تبارك وتعالى. وكان على المسلمين أن يدعو أهل الكتاب إلى تطبيق شريعة الله في دينهم وهذا فرض على المسلمين في الدعوة إلى الله وإلى وحدانيته ولو بالإلزام جهادا.
لما جاء في القرآن العظيم.
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.المائدة.
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.29.التوبة.وتنقطع الجزية عن أهل الكتاب إذا ما حكموا بما أنزل الله إليهم فهم سواء في الإسلام.لأن الأحكام هي نفسها في الديانات الثلاث وترجع كلها لله تبارك وتعالى.
على هذا الخطأ الفادح بنا المسلمون تحريم زواج المسلمة من الكتابي تعصبا صارخا ولا تبعا لدين الله الذي جمع الفرائض والأحكام على المسلمين جميعا رجال ونساء فما هو حلال للرجل فهو حلال للمرأة إلا في تعدد الزواج جمعا وذلك لأسباب النسب والوقاية من الأمراض التي أثبتها العلم الحديث في الجهاز التناسلي للمرأة الذي يحمل مخزن لشيفرات الرجل الذي تعاشره وإذا دخلت عليها شيفرة أخرى كانت بمثابة الفيروس الذي يسبب الأمراض التناسلية ولذلك وجدت العدة في الطلاق أو عند موت الرجل.وكذلك الميراث لعدم تشتت الملكية .
كما نظر المسلمون لضعف المرأة أمام الرجل وهذا افتراء وكذب فأكثر الرجال يرضخون لزوجاتهم والأمثال ظاهرة في التاريخ وفي الحاضر وحتى في إدارة الدول .
والآية صريحة ليس فيها التباس قال الله العلي العظيم.
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.5.المائدة.
اليوم أحل لكم .من هم الذين يخاطبهم الله تبارك وتعالى وأشار لهم بـ(لكم) هل هم الرجال فقط أم النساء فقط أم هم المسلمون جميعا أم هم المؤمنون جميعا مسلمون وأهل الكتاب؟.يتبين لنا في السياق الذي يلي ذلك.تجيب عليه كلمت (لكم) في تحليل الطيبات ومنها الطعام. فيظهر أن هذا الجمع جمع المسلمين نساء ورجالا .ثم أضاف أهل الكتاب للمسلمين محلا لهم تلك الطيبات .وهذا اعتراف صريح بهم لأن الله لا يحل لكافر ولا يحرم على كافر.فقال وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنين.وهذان الاثنان أحلهما الله لأهل الكتاب وهذا للنساء . ثم أردف قائلا والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم زيادة في التأكيد تعريفا وهذا للرجال.ولو لم يكن كذلك ما دخل المحصنات من المؤمنات في هذا الجديد من الطيبات وكان ذلك معروفا سابقا.ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله .فاعلموا على من تتجرؤون وحدود من تنتهكون وأي عاقبة تنتظرون.
وما كان هذا دفاعا عن أهل الكتاب ولا مولاة لهم ولكن إظهارا للحق الذي أنزله رب السماوات والأرض.وما كان دين الله الحق ذا عنصرية وهو الداعي الأعظم إلى المساواة بين البشر فكيف بين المؤمنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق