كـن مسلما لله ليس لغيره *** عبدا إذا أمر الاله تسير
و احذر بحضرته شديد الغيرة *** ان تجتبي غير العظيم أمير
في الخلق لم يشرك معينا صور *** جسما لديك فكان فيه يشير
مـهما علا بشر فجوده صانع *** ان فكه يبقى المشير حقـير
كن مسلما لاترتضى صفة لك *** من غيره الاسلام فهو جدير
الله لم يجــعل لدينه حجة *** من غيره القرآن حُكما يجير
ظـهر الهوى من أنبياء يدعو *** بعد الرسول نبوة ليديروا
أمْرُ الاله باسمه نطقوا الهوى *** حتى بدوا خلف الطغاة يسيــروا
غيـر المفوض لا يقال بفتوة *** إن قال قال الله قبله نور
مـــــن ذا الذي يتلقى منه أوامرا *** ممن أسسو للمذاهب دير
فــيه تجمع بعضنا لديانة *** فوق الكتاب مدبرا ووزير
هـل هم اشقاء لرب الكون أم *** للرسول أشقة و جذور
أم إن ديـــن الله منتقصا بدى *** فاستوجب التكميل فيه أمير
أم قـد نساه محمد فتفكروا *** ليقيم الاعوجاج فيه مدير
قد جلت دهرا بين ما قد سطروا *** فوجدتهم حربا عليه تغير
و كانـه الميراث بين خواصم *** قد قسموه بحقدهم ليثيروا
حتى كأني قد قرأت لملة *** أربابها اختصموا المكان الخطير
و حقيقـة هي الكراسي فرقت *** حتى بدى لكل دين نذير
أنا مسلم و الآلهات كفرتها *** و مذاهب الشيطان مني تطير
الله قـال لنا بأننا أمة *** حزبا له لا للمذاهب زور
بـــالمفرد الاجدى اتباعا ملتي *** حجيج الورى يُلوى به و يبور
فرفعته خصما لكم فوق الدنى *** و حجيجكم يوم المثول سطور
يــا امة تركت كتاب إلاهها *** ثم أبدلته بعاصر معصور
و لذا عصرتم بالمذلة و الفتن *** في أرضكم بدل الوقار فجور
البعـض يبني و البقية تهدم *** بين الورى مثلا يُرى ويدور
يــا أمة نكصت على أعقابها *** بتعدد للآلهات تقور
بالامـس أصناما تعظم شأنها *** أبدلتموها بالمذاهب زور
محمد علام الدين العسكري.القصرين تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق