الأحد، 10 فبراير 2013

تحريم الأسوة بغير رسول الله في الدين .أما آن للمذاهب أن تعود إلى رسول الله وترك غيره.



أكد الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز على وحدة الأمة وحرم الاختلاف في الدين  والتفرق فيه وجعل لذلك ضوابط من خرج عليها أعلن خروجه عن الأمة لا بل جهر بتقسيمها وبالتالي حربها وحرب الدين نفسه وهذا حكمه  في الإسلام القتل.
ولنذكر تلك الضوابط التي لا يجب الخروج عنها.
.1.ــ ربوبية الله رب العالمين.
الربوبية من الرب والرب هو السيد المالك للعبيد وهو الذي يسير عبيده على نهجه دون إشراك غيره في ما أمر به عبيده وألزمهم العمل  به لطاعته .والرب هو الملك القائم على أمر شعبه فيحكم فيهم بحكمه .كما يقال أيضا للمربي ربا وللأب ربا .ولكل هؤلاء نهجا يلزم به من رباهم على طريقته .وطريقة الله العلي الأعز وثقها في كتابه العزيز وعاهد عليه أتباعه وبايعوه على السمع والطاعة فكانوا له مسلمين.
والرب هو المولى المالك للأمر المطلق .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.77.

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.78.الحج.
فهو مولانا الذي لا نعبد غيره فنسجد إليه ولا نعمل بأمر غيره فنطيعه .
ولما أطاع النصارى أحبارهم ورهبانهم في ما ذهبوا إليه من مذاهبهم التي هي بمثابة المذاهب عندنا فأمروا بما لم يأمر به الله وفرقوا الدين وبالتالي أمتهم بعد خروجهم عن كتاب الله وعن هدي رسولهم عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام. قال الله عنهم.
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.31.التوبة.
من دون الله والمسيح .أي الرب والهادي بطريقته .
لأن كل هاد بطريقة يعتبر ربا ربى قوما على منهاج معين.
ولهذا يعتبر الفقهاء في الأمة الإسلامية أربابا لمن اتبعهم .
.ألا تعسا لمن أبدل ربه الخالق علام العالمين والهدي إلى صراطه محمد عليه وآله الصلاة والسلام بغيرهما .
علما أن كل ما يعلم من الدين لا يجب أن ينسب لغير الله ورسوله ومن نسبه لنفسه فقد شاقق الله ورسوله.

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا.36.الأحزاب.

.2. ـــ العهد مع الرب وبيعته على ما بين وأمر به {الكتاب}
كل من حكم بحكم ليس من الكتاب فقد كفر بربوبية الله وارتضى لنفسه ربا سواه.
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.48.
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ.49.المائدة.
فكل ما خرج من الحكم عن كتاب الله فهوى هوى وهو بدعة ولا يوجد أي حكم في الإسلام خارج هذا الكتاب . وإن كل الأحكام التي أوجدها الفقهاء من يوم توفي رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ما هي إلا بدع في الإسلام .ولو قيل لي أن رسول  عليه  وآله الصلاة والسلام قد حكم بحكم خارج كتاب الله لكذبت ذلك مهما صحح الكاذبون مصادر أحاديثهم.
لأن هذا الكلام يقين من رب اليقين ولن يسألنا الله العظيم عن شيء لم ينزله في كتابه أبدا.لأنه العهد العظيم مع الله .

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.285.البقرة.
فهل طبق المسلمون ما عاهدوا الله عليه.؟
وما أنزل على رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام كتابين ولكنه فرد حق لا ينازع في أمره وحكمه أعز من أعزه والتزم به وأذل من خالف وخرج عليه .والنتيجة ترى فيكم اليوم يا مسلمين يضرب بعضكم بعضا ويكفر بعضكم بعضا أليس فيكم رجل رشيد؟

.3ــ القائم بأمر الله .وهو المبلغ عن الله لتلك الرسالة.
من أطاعه أطاع الله ومن خرج عليه خرج عن طاعة الله.
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا.6.الأحزاب.
فهو وليهم في الأرض وحاكمهم والقائم على أمرهم وملكهم لأنه الأولى منهم بأنفسهم .
ونرى اليوم قوما اتخذوا من دونه رسلا هدوا بهديهم وتركوا هديه وهم ما علموا إلا منه ومن رسالته وكان حقا عليهم أن ينسبوا ما علموا إليه لكي لا يكون لهم أتباعا فيكونوا رسلا بدله فيتشتت الدين وتتشتت الأمة .
والله العظيم بين لنا في كتابه من نتبع ومن تكون له الطاعة في الدين فقال.
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.31.
قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ.32.آل عمران.
فالدين ربا أقام شريعة جعل لها رسولا لا يخرج عنهم مهما كان علم من كلف بالرسالة فما هو إلا حافظا للناموس وهو المكلف شرعا بالدين وهو الإمام.ولا يمكن للإمام أن يأتي بما لم يأتي به الله ورسوله.
الناموس.ــ الناَّمُوسُ : صَاحب سرِّ الرَّجل ، والذي يطلعه دُون غيرهِ على باطن أمره و الناَّمُوسُ جبريلُ .
و الناَّمُوسُ الوصيُّ و الناَّمُوسُ القانونُ أو الشَّريعة :
ولكل رسول وصي يحفظ الدين ويضمن استمرار الرسالة وعدم تشتت الأمة والدين وهو الناطق الرسمي باسم الدين وهو خليفة الله في الأرض.
وهذا ما كره العرب مما أنزل الله وهم اليوم يعانون من شر ذلك فأضحى الإسلام مئة إسلام والأمة مئة أمة والرسل مئة رسول.

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.21.الأحزاب.
ألا فرق الله شمل من فرق أمة الإسلام.
محمد علام الدين العسكري.القصرين.تونس.

ليست هناك تعليقات: